تعلم اللغة الانجلزية حتى الاحتراف من خلال الكمبيوتر فقط
منذ أن أنهيت دراستي الثانوية، وجدت نفسي في مفترق طرق للاختيار بين ثلاث مجالاتٍ مختلفة. كان علييّ أن أختار بين أن أدرس الحقوق وأصبح محامية، أو أن أدرس اللغة الإنكليزية لأصبح معلمة – والذي كان حلمي منذ البداية – أو أن أتخصّص في أحد فروع الفلسلفة والعلوم الإنسانية – التي لم تكن تستهويني على الإطلاق. وقادني الشغف لدراسة اللغة الإنجليزية حقاً إلى أن أتخصّص في مجال اللغة وآدابها. فلطالما فُتنت بتعلم اللغة، وكان ذلك ذريعة جيدة للالتحاق بمختلف الدورات التعليمية لتعلم طرق جديدة للتفكير.لم أنجح في عملي كمدرّسة. وعلى الرغم من أن قدرتي التنافسية مكّنتني من الحصول على عملٍ لتدريس اللغة الإنكليزية في الجامعة، أُصبت بإحباطٍ شديد لعدم مقدرتي على إظهار كفائتي في اللغة. وشعرت بالحاجة إلى التخصص في مجال مهني آخر يستهويني أكثر.
وفي يوم من الأيام، شاهدت إعلان توظيف لشركة تطلب مترجمين جدد، بدا الأمر مثيراً للاهتمام بالنسبة لي. وعلى الرغم من عدم امتلاكي لأي خبرة في مجال الترجمة، تقدّمت بطلب للحصول على الوظيفة وأرسل لي مسؤول العلاقات العامة نص اختبارٍ للتحقق من قدراتي في الترجمة. بذلت قصارى جهدي عند ترجمة النص وكنت على يقين بأنه لن يتم قبولي لعدم حصولي على أي خبرة سابقة في هذا المجال. ولكن، ولدهشتي، تلقّيت بريداً بعد عدة أيام من الشركة نفسها. واستُفتحت الرسالة بجملة "عملٌ رائع،" مع موعدٍ لإجراء مقابلة وتحديد وقتٍ لحضور ورشات العمل ودوراتٍ تدريبية قبل البدء بالوظيفة. وبَدَأَتْ بذلك مقدمة دخولي في مجال الترجمة. والآن، وبعد سبع سنوات، أصبَحت الترجمة خياري المهني الأول.
كثيراً ما أسمع بأن على المترجم أن يبدأ بخلفية صلبة في المجال نفسه من أجل تعلم أساسيات الترجمة ومبادئ اللغة وثقافات البلاد الأخرى. وهذا بالتأكيد الطريق الصحيح الذي كان سيجعل رحتلي المهنية أكثر سلاسة. فالخطوة الأولى في سبيل أن تكون مترجماً هو الحصول على نوع من الاعتماد أو شهادة، لأن وجود الوثائق يُثبت بأن لديك المهارات اللازمة للترجمة بشكلٍ مهني. وبالنسبة لي، بدأت تعليمي في تاريخ اللغات والآداب، لكن شحذ المهارات والهواية البحثية هي التي ساعدتني في ملء الفجوات. فضلاً عن الخضوع لاختبارات اللغة والكفاءة مثل اختبار إجادة اللغة أو غيره من اختبارات إتقان اللغة لأُظهر لأرباب العمل كفائتي في اللغة المعينة.
ومما زاد من خبرتي الشخصية أيضاً هي الاتحاق بدروس ودورات في الترجمة عبر الانترنت والبحث عن فرص لأداء الترجمة التطوعية في مختلف المجالات من خلال جهاز الكمبيوتر الخاص بي ومن منزلي وخاصة في موقع المجتمع العلمي الشهير Coursera الذي يقوم على مبدأ ترجمة المحاضرات والدروس التعليمية إلى كافة اللغات بشكل تطوعي. حيث بإمكان أي شخص التواصل مع منسق اللغة العلمي والبدء في تطوير مهاراته اللغوية من خلال ترجمة محاضرات في كافة التخصصات.
وها أنا اليوم، بعد سنوات من الخبرة، أتقدم بطلبات توظيف إلى مختلف الشركات وأنا على ثقة من مهاراتي ومقدراتي اللغوية. لأحصل في النهاية على منصب كبير المترجمين في كبرى شركات الترجمة المهنية عبر الانترنت Protranslate بعد إنجاز العديد من مهام الترجمة في مختلف التخصصات وفروع العلم وحضور عدة دورات تدريبية وورش عمل.
إن أحد أكبر التحديات التي تواجه المترجمين الجدد هو تحديد نقاط ضعفهم بالضبط. فمن السهل جداً ارتكاب أخطاء في الترجمة دون إدراك ذلك. وبالنسبة لي، كنت محظوظة جداً أن حصلت على عمل في شركة Protranslate التي تحتوي على مجموعة من الموجّهين الناصحين والزملاء المخضرمين الذين قاموا بمعاينة كل أعمالي وقيادتي خلال الأخطاء وتدريبي حول كيفية تحسين عملي، لأشرف بنفسي في نهاية المطاف على أعمال المترجمين الآخرين والتأكد من سلامة ودقة الترجمة مقابل النصوص الأصلية قبل تسليمها إلى العملاء.
قد لا يتمتع الكثير من الأفراد الجدد في المهنة بهذه المزايا وعليهم أن يكافحوا من أجل ذلك بأنفسهم. ولحسن الحظ، بسبب ترابط العالم اليوم بشكلٍ وثيق، هناك الكثير من الفرص للتواصل والتطور الشخصي- كحضور مؤتمراتٍ سنوية والبحث عن مجموعة المترجمين المحليين والتواصل مع الشبكات الاجتماعية للمترجمين لمناقشة جميع جوانب المجال المختلفة، من الممارسات التجارية إلى البحث عن المصطلحات أو حتى الانخراط في مجال الترجمة الطوعية لكسب الخبرة والمهارة الشخصية.
إن المبدأ الأساسي لمواكبة متطلبات عالم اليوم هو متابعة التعلم. فأثناء التقدم في مهنة الترجمة، هناك مجالات أخرى للنظر فيها أيضاً. ما هي المجالات المتخصصة التي يمكنك ترجمتها؟ هل تواكب شروط واتجاهات الصناعة؟ هل أنت من هواة التكنولوجيا الحديثة وبرامج الكمبيوتر؟ هل يمكنك تقديم ترجمة فورية؟ إذا كنت ناجحاً في عملك كمترجم، ربما قد ترغب في التنويع والتخصص وأن تصبح مترجماً طبياً على سبيل المثال.
لقد تغير حقل الترجمة بقدرٍ كبير منذ أن بدأت مسيرتي المهنية. حيث يتم الآن إثبات الكفاءة المهنية بشكلٍ أكثر وعلى نطاقٍ واسع، كما أن شبكة الإنترنت جعلت مجتمع الترجمة العالمي أكثر اتصالاً مما زاد من القدرة التنافسية بين مختلف الأفراد والمؤسسات لتقديم أفضل أداء وإنجاز أدق وأصعب المهام.
هذا المقال من كتابة رشا زغلولة برعاية شركة ProTranslate
تعليقات
إرسال تعليق